الخميس، 11 فبراير 2010

القطايف


القطايف ،عرفت في العصر العباسي وفي أواخر العصر الأموي ،وتفيد الآثار أن العرب يتفننون بصناعتها بإعداد فرن صغير مرتفع عن الأرض بحوالي 40 سم خصيصاً لعمل القطايف ، ، ويوضع عليه صينية من حجر الزهر ، كما يُستخدم أيضاً حلة ومصفاة للعجين وكبشة ومقطع (سكينة الحلوانى) لرفع أقراص القطايف بعد تسويتها ،بالإضافة إلى قُمع صغير يوضع فيه العجين السائل.


الكنافة والقطايف يتنافسان على مائدة الشعر العربي : -
لقد عرفت القطائف بأن هناك عداوة بينها وبين الكنافة كما ذكر فى الثقافة العربية وبخاصة في الشعر ، حيث تغنى بها شعراء بني أمية ومن جاء بعدهم ومنهم ابن الرومي الذي عُرف بعشقه للكنافة والقطايف ، وسجل جانباً من هذا العشق في أشعاره ، كما تغنى بها أبو الحسين الجزار أحد عشاق الكنافة والقطايف فى الشعر العربي إبان الدولة الأموية وكان مما قاله فيها :-

ومالي أرى وجه الكنافة مُغضباً ولولا رضاها لم أرد رمضانها
تُرى اتهمتني بالقطايف فاغتدت تصُدُ اعتقاداً أن قلبي خانهــا
ومُذ قاطعتني ما سمعت كلامها لأن لساني لم يُخاطب لسانهـا 

ولا عجب أن ترد الكنافة والقطا يف في قصائد رواد الشعر العربي أمثال : ابن نباته الشاعر المصري المعروف ، والإمام البوصيرى صاحب البردة ، وأبو الهلال العسكري ، والسراج الوراق ، والمر صفى ، وصلاح الدين الصفدى ، وسيف الدين بن قزل ، وزين القضاة السكندري.. إلى جانب الشعراء والأدباء المصريين في العصر الحديث يبينها الشعر العربي القديم.

ويظهر هذا جلياً في شعر ابن عينين وهو يصور هذا الخصام فيقول:-

غدت الكنافة بالقطائف تسخر
وتقول: إني بالفضيلة أجدر
طُويت محاسنها لنشر محاسني
كم بين ما يطوى وآخر ينشر
فحلاوتي تبدو وتلك خفية
وكذا الحلاوة في البوادي أشهر

ويقول الشاعر المصري ابن رفاعة نائب الأمير ناصر الدولة في الكنافة:

وافي الصيام فوافتنا كنافته
كما تسنمت الكثبان من كثب

وكانت الكنافة في ذلك الحين وقفاً على الأغنياء دون الفقراء فهي طعام الملوك والأمراء والأثرياء وعلية القوم، ومن نفاستها وغلاتها وندرتها استهداها الشاعر المصري الجزار من أحد الرجال الأغنياء اسمه شرف الدين فقال:

أيا شرف الدين الذي فيض جوده
براحته قد أخجل الغيث والبحرا
لئن أمحلت أرض الكنافة إنني
لأرجو لها من سحب راحتك القطرا
فعجل بها جوداً فما لي حاجة
سواها نباتاً يثمر الحمد والشكرا 

وما أكثر ما قيل في الكنافة مدحاً يقول الشاعر:

لم أنس ليلات الكنافة قطرها
هو الحلو إلا أنه السحب الفرُّا
تجود على كفي فاهتز فرحة
كما انتفض العصفور بلله القطر

أبد ع الشعراء في حبهم للحلويات وعبروا عن ذلك في شعرهم الغني بالطرافة وخاصة حين تجتمع القطائف والكنافة على مائدة واحدة يقول الشاعر سعد بن العربي وقد تأتى له ذلك:

وقطائف مقرونة بكنافة
من فوقهن السكر المدرور
هاتيك تطربني بنظم رائق
ويروقني من هذه المنشور

والشاعر أبا الحسن يحيى الجزار الذي كان محباً للكنافة التي قال فيها:


ومالي أرى وجه الكنافة مغضباً
ولولا رضاها لم أرد رمضانها
ثم قال داعياً:
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
وجاد عليها سكراً دائم الدرِّ 

فيديو لصناعة القطايف 








كل عام وأنتم بخير




0 التعليقات:

إرسال تعليق

صفحتنا ع الفيس بوك

مدونة عربى © 2008 | تصميم وتطوير حسن