أخوة رغم أنف الحاقدين

ساكتب عن ما قد أزف الوقت لكى أكتب عنه وأفتح ما أطوينا صفحاته و لكن هذا لأنى لمست

أننا لم نطوى صفحة الجزائر بل نرمى بذور الكراهيه والأنشقاق بيننا وبينهم وننمى بداخلنا بوادر الكنده

والكند هو الأنعزال و العصيان و الجحود ، فكيف خلقنا الله أمه واحده متوحدين فى اللغه واللون والطبائع

والثقافه والأصل والصفات والسمات ، وهم يتهمونا بالتطبيع الصهيونى ونحن نتهمهم بالتطبيع الفرنسى

والتفرنس ، فكيف نتقبل على اخواننا هذه الاتهامات الساذجه وكيف هم يقبلولها لنا ، ونحن نعلم تمام العلم

أن السيده هاجر زوجة سيدنا ابراهيم وام سيدنا أسماعيل ابو العرب مصريه ، فالعرب ينتسبون الى مصر

وليست مصر هى التى تنسب أليهم ، بالفعل ولن انكر ان مصر لها دور كبير فى تحرير الجزائر من خلال

تدعيمها لمناضله الجزائريه واجبار فرنسا على حضور مؤتمر (سيكو) بعد الضغوط التى واجهتها فرنسا

من خلال الحمله التى شنتها مصر عليهم وفضحهم امام الشعب الفرنسى واعطت فرنسا للجزائر استقلالها

وأيضاً حملة التعريب والتدين التى قادها الأمام الغزالى فى الجزائر ولكن لا نتجافى نحن المصريين محمد

أبراهيم بو خروبه وهو الرئيس الجزائرى (هوارى بو مدين) والذى رفض الألتحاق بتعليم الفرنسى و التحق

بلأزهر الشريف عام 1950 وكان له ادوار ملموسه بالثوره الجزائريه والذى كان له دوراً ملموساً فى حرب

أكتوبر ، فلكلاً منا فضل على الأخر ، وليس للأخوه أن يمنو على بعضهم البعض ، وانا أرى أن مصدر هذا

الخلاف ينقسم الى شقين .. الشق الأول مصر لأنى رأيت فى شعبها التفاخر و تعظيم الذات و يمن على

الشعوب العربيه بأفضاله فكلما تحدثت مع المصريون فى التاريخ لقالو نحن من حرر الجزائر ونحن كنا نصنع

كساء الكعبه ونحن ونحن ونحن ، فلا تنتظر من شخص عايرته بأفضالك عليه سوى أن يفارقك أو يجحد بك

أما الشق الثانى الجزائر لأنهم سكبو الزيت على النار و انصاعو وراء اعلامهم المتبجح وحكومتهم الهادفه

والتى تشرع لنقل جامعة الدول العربيه من مصر منذ أكثر من عشر سنوات بحجة أننا نسخرها لخدمة مصر

فقط و عمل أعلامهم على تأجيج مشاعرهم و عصب عيونهم عن الحقيقه .. فيزجــو بنا تهمــــة الخيانه

ونزج بهم البربريه وانهم بربر .. ان الذين يتشدقون بالمعرفه ويقولون أن الجزائر برابره أى انهم همج

فليقل خيراً أو ليصمت ، لأن كلمة بربر فى أصولها لا تعود الى الهمجيه بل قد أجتهد فيها المؤرخون ولكل

أجتهاد يحمل شرفاً مزخراً بالنضال والوطنيه فقال بعض المؤرخون ان البربر كلمه اطلقا الروم عليهم لأنهم

كانو ما يكادو أن ينتهو من حرب حتى يدخلو فى أخرى .. والأجتهاد الثانى أن كلمة بربر مشتقه من بر بن

قيس والأ جتهاد الثالث ان بربر هم من نسل الأمازيغ والأمازيغ من نسل كنعان والكنعان هم العرب الأوائل

الأمزيغيه هى اللغه التى تقرأ ولا تكتب .. فما أريده ان يصل عقولكم ويتفهمه مدارككم أن مهما كانت افضالهم

علينا أو أفضالنا عليهم فلا فضل بين شقيقين ، وكما تعودنا أن تظل مصر بمثابة الأب الذى يتشيم بدماسة

الخلق وان يكون حليماً على صغاره ويتلافى دائماً أخطاء الصغار .. وأن تظل الجزائر البلد المناضل بلد

المليون ونصف المليون شهيد ، أنا أعلم تمام العلم أن ليس السبب فى تصدع العلاقات الحميمه بين الشقيقين

هى مباراة كره قدم بل أن تلك المباره هى النقطه التى افاضت بالكأس المفعم بخليط من الجحود والكراهيه

مذاباً فيه رواسب القديم كله فعلينا نحن المصريين أن نتحامل على انفسنا لأننا البلد الشقيق الأكبر وأن

بادرو هم بشد طرفاً من حبل الموده والرحم الذى بيننا أرخينا لهم الطرف الأخر حتى لا ينقطع .. فلنقتضى

بقول الرسول ص (الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على أعجمي ولاأبيض على اسود

ألا بالتقوى) ، فلا نترك تلك المهاترات تعبث بتاريخنا وعلاقتنا ، وان كانت تلك المشكلات دائماً ما تطفو

سريعاً على السطح وتعكر الصفو ألا ان مصر دائماً تكون قادره على تحجيمها وتقنين أثارها .. فأتمنى

من كل مصرى أن يتجافى ما حدث وأن لا ينظر للمتطفلين ذوى المصالح المستفيدين من تلك المشاحنات

وأتمنى من كل جزائرى أن لا ينظر هو الأخر الى هؤلاء المتطفلين و أن لا ينصاع وراء مشاحانات اعلامه

وأن ننظر الى ما هو أكبر واخطر من ما ننساق أليه فامامنا قضيه واحده وهدفاً سامى الا وهو التخلص من

الجنس السامى .. لقد طلبو حسن شحاته ليدربهم وطلبو منا أن نلعب معهم مباراه وديه وكان رد الاعلام

الأعلام الجزائرى اننا خونه دون حتى ان يستمعوا الى ردنا وهو التجاهل .. لهذا أطلب منك أخى الجزائرى

أن لا تنصاع وراء اعلامك المتعطش ألى ديناراتك .. فأتمنى من المصريين والجزائريين أن يعودوا اخوه

متحابين .. فلا نريد ان يحدث ذلك بعد أن يدأب الصهيون بالحرب علينا ..فليوفقكمالله فى المونديال كما وفقنا

فى امم افريقيا .. وعذراً أيها المتشددون .. أننا أخوه